الاثنين، 3 نوفمبر 2014
1:31 م

أول من قال أما بعد، وأول من  قال أما قبل!!



أول من قال أما بعد، وأول من
قال أما قبل:
بعد أن ذكرت أما بعد في مقدمة كتابي: (كيف تفهم عقيدتك بدون معلم؟) علقت في الهامش قائلاً: قلت: (انظر كتاب: (إعراب أما بعد، أو: إتحاف الألباب بفصل الخطاب) للعلامة علي بن عبد القادر الأمين الشهير بابن الأمين الجزائري المتوفى سنة:1236ه، حققت على نسخة بخط المؤلف العلامة حميدة العمَّالي الجزائري، تحقيق وتقديم وتعليق: أبي بكر بلقاسم ضيف الجزائري).
والبُعدُ: ضد القرب، وقد بَعُد بالضم بُعداً فهو بعيد، أي: مُتباعد، والأباعد: ضد الأقارب، وبعدُ: ضد قبلُ، أما بعد: كلمةٌ تستعمل في الخطابة غالباً، وهي تدل على الانتقال من موضوع إلى آخر! (كذا قال)، وقد كان العرب يستعملونها بعد تداول الرأي في الخطابة، فإذا قيل: (أما بعدُ) كان إشعاراً بِبَتِّ الحكم، ولذلك سُميت بـ"فصل الخطاب"، قال الشاعر:
سأرعَى منك ضَيَّعتَ مني ** وهل يُراعى لِذِي غدرٍ زِمامُ
وأما بعد: فالدنيا علينا ** مُكدرةٌ لِفقدك والسلامُ
انظر: (الأوائل) (ص:46/47) لأبي هلال العسكري، و(مختار الصحاح) (ص:57/58)، و(المعجم الوسيط) (1/65)، و(فتح اللطيف على قسم الضعيف) (ص:26).
(وكان النبي-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-يفتتح خطبَه كلَّها، ومكاتباتِه، ومواعظَه بالحمد لله، والثناء عليه بما هو أهله، ثم يقول: (أما بعد)، وقد بوَّب البخاري في: (صحيحه) (1/292) بقوله: (باب: من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد)، وذكر تحته عدة أحاديث في الدلالة على ما ذكره، وعلى مشروعيته، وسنيته، لالتزام النبي-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-به في غالب أحواله.
وقد قيل: إن "أما بعد" هي فصل الخطاب الذي أوتيه داود-عليه السلام-، وقد روى ذلك ابن جرير في: (التفسير) (21/173) عن الشعبي بسند ضعيف جداً-فيه جابر بن نوح الْحِمَّانِي، أبو بَشِير الكوفي، ضعيف، قال فيه ابن معين: (ليس بشيء)، وقال في رواية: (ليس بثقة)، وقال أبو داود: (ما أنكر حديثه!)، وقال النسائي: (ليس بالقوي).
انظر: (تهذيب الكمال) (3/69)، و(التقريب) (ص:75/رقم:876-مؤسسة الرسالة)، أو: (ص:90/رقم:876-دار ابن رجب)، و(تحرير التقريب) (1/206/رقم:876)، وهامش: (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) (23/59-تحقيق: أحمد شاكر، ومحمود شاكر)، و(تفسير ابن كثير) (12/81)، و(الدر المنثور) (5/564-وعزاه لابن جرير)، و(تفسير البغوي) (4/52)، و(تفسير ابن عطية) (4/497)، و(الجامع لأحكام القرآن) (15/162)، و(البحر المحيط) (7/374)، و(زاد المسير) (7/112).
وفيه أيضاً: إسماعيل بن أبي خالد الأَحْمَسِي، مولاهم الْبَجَلِي، ثقة، ثبْتٌ، ولكنه مدلس، وقد عنعن، وذكره العلائي في: (جامع التحصيل) (ص:105) ممن احتمل الأئمة تدليسه.
انظر هامش: (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) (23/59)، و(التقريب) (ص:46/رقم:438-مؤسسة الرسالة)، أو: (ص:62/رقم:438-دار ابن رجب)، و(تحرير التقريب) (1/206/رقم:876)، و(تهذيب الكمال) (3/69)-وأخرج ابن أبي حاتم في: (تفسير القرآن العظيم) (10/3237/3238/رقم:18339/18342-مكتبة نزار مصطفى الباز)، و(تفسير ابن كثير) (7/51)، و(الدر المنثور) (7/154) بسند ضعيف جداً عن أبي موسى الأشعري-رضي الله تعالى عنه-قال: (أول من قال: "أما بعد" داود عليه السلام، وهو فصل الخطاب)، وفيه: (عبد العزيز بن أبي ثابت، وهو ابن عمران.
قال فيه ابن معين: (كان صاحب نسب، ولم يكن صاحب حديث)، ومرة قال: (ليس بثقة).
وقال البخاري: (منكر الحديث، لا يُكتب حديثه).
وقال أبو حاتم: (ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً)...).
وقال الحافظ ابن حجر في: (التقريب) (ص:311/312/رقم:4114-دار ابن رجب)، أو: (ص:299/ رقم:4114-مؤسسة الرسالة)، و(تحرير التقريب) (2/365/371/رقم:4114): (...متروك احترقت كتبه فحدَّث من حفظه، فاشتد غلطه، وكان عارفاً بالأنساب).
وقال الحافظ ابن الذهبي في: (الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة) (2/195/رقم:3441)-و(تهذيب الكمال) (11/519/رقم:4047)، و(تهذيبه) (5/252/رقم:4238)-: (تركوه).
وفيه-كذلك-: عبد الرحمن بن أبي الزناد: وهو متكلَّم فيه.
وقال فيه الحافظ ابن حجر في: (التقريب) (ص:292/رقم:3861-دار ابن رجب)، أو: (ص:282/ رقم:3861-مؤسسة الرسالة)، و(تحرير التقريب) (2/318/319/رقم:3861): (صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيهاً).
وقال المحرران: (بل: ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، ضعفه:
1-يحيى بن معين،
2-وأحمد بن حنبل،
3-وعبد الرحمن بن مهدي،
4-وعلي بن المديني،
5-والفلاَّس،
6-وابن سعد،
7-وأبو زرعة الرازي،
8-والنسائي،
9-وابن عدي،
10-وابن حبان،
11-والساجي،
وروى له مسلم في مقدمة كتابه، ووثقه:
1-الترمذي،
2-والعجلي،
3-ومالك، على أن ما حدَّث به في المدينة أصح مما حدث ببغداد، ذكر ذلك غير واحد ممن ضعفه).
انظر: (تهذيب الكمال) (11/182/رقم:3799)، و(تهذيبه) (5/84/رقم:3970)، و(الكاشف) (2/159/160/رقم:3225).
وقال الحافظ ابن حجر في: (الفتح) (2/520/521)، و(5/484): (المعنى في الفصل بــ(أما بعد): الإشعار بأن الأمور كلها وإن جلَّت وعظمت فهي تابعة لحمد الله، والثناء عليه، فذاك هو المقصود بالإضافة، وجميع المهمات تبع له من أمور الدين والدنيا...فالحمد لله متقدّم على جميع الكلام، والكلام كله متأخر عنه وتبع له).
وقد (جرى الخلف في أول من نطق بها بعد آدم على أقوال سبعة، أشار إليها من قال:
جرى الخلف "أما بعد" من كان بادياً ** بها سبعة أقوال وداود أقرب
لفصل خطاب ثم يعقوب قسهم ** فسحبانُ أيوب فكعب فيعرب
والحق أن داود أعجمي وهي عربية، إلا إن أريد أنه أول من نطق بمرادفها.
ففصل الخطاب المراد به: "مطلق كلام فاصل بين الحق والباطل"، وأن المراد بسحبان: سحبان وائل-بالإضافة-، الذي كان في الجاهلية، لا سحبان بن وائل الذي كان في زمن معاوية-رضي الله تعالى عنه-خلاف ما وقع في: (الحطاب) وغيره من شروح (المختصر)، قاله ابن التلمساني في: (حاشية الشفا)، وقوله:
لقد علم الحي اليمانون أنني ** إذا قلت: "أما بعد" أني خطيبها).
انظر للزيادة: (حاشية أبي عبد الله محمد الطالب بن حمدون بن الحاج-على شرح محمد بن أحمد الفاسي الشهير بميارة) (1/20/21)، ومقدمة: (مختصر خليل)، و(حاشية الصاوي على الشرح الصغير)، ولم يذكر اسم الناظم، و(كشف الخفاء) (587) للعجلوني، ولم يذكر النظم كله ولا صاحبه.
ونظمها الشمس الميداني قائلاً:
جرى الخلف "أما بعد" من كان بادياً ** بها عدّ أقوال وداود أقرب
ويعقوب أيوب الصبور وآدم ** وقس وسحبان وكعب ويعرب
فعدها ثمانية كما ترون، وكذا في: (غذاء الألباب في شرح منظومة الأدب)، و(مطالب أولي النهى في شرح غاية المنهى)، و(شرح منظومة التفسير) للزمزمي.
وقال العلامة بدر الدين محمود بن أحمد العيني في: (عمدة القاري شرح صحيح البخاري) (6/319/320/10-كتاب الجمعة، 29-باب: من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد): (...وقال أبو جعفر النحاس عن سيبويه: معنى: "أما بعد": مهما يكن من شيء،-وقال ابن مالك:
أما كمهما يكن من شيء وفا * لتلْوِ تلوِها وجوباً ألِفَا
وقال أبو إسحاق: إذا كان رجل في حديث وأراد أن يأتي بغيره قال: أما بعد!، وأجاز الفراء أما بعداً، بالنصب والتنوين، وأما بعدٌ، بالرفع والتنوين، وأجاب هشام: أما بعد، بفتح الدال.
واعلم أن بعد وقبل، من الظروف التي قطعت عن الإضافة، فإذا أريد منهما المضاف إليه المتعين بعد القطع يبنى ولا يعرب، ويكون بناؤهما على الضم لأن بناءهما عارض يزول بالإضافة، فكانت الحركة ضمة لأنها لا توهم إعراباً، لأن الضم لا يدخلهما مضافين.
وفي: (المحكم): معناه: أما بعد دعائي لك، وفي: (الجامع): يعني: بعد الكلام المتقدم، أو: بعد ما بلغني من الخبر، واختلف في أول من قالها، فقيل:
1-داود-عليه الصلاة والسلام-رواه الطبراني مرفوعاً من حديث أبي موسى الأشعري، وفي إسناده ضعف.
2-وقيل: قس بن ساعدة.
3-وقيل: يعرب بن قحطان.
4-وقيل: كعب بن لؤي جد النبي-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
5-وقيل: سحبان (بن!) وائل.
6-وفي: (غرائب مالك) للدارقطني بسند ضعيف: (لما جاء ملك الموت إلى يعقوب-عليه الصلاة والسلام-قال يعقوب-في جملة كلامه-: أما بعد، فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء).
وذكر الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي أن جماعة من الصحابة-رضي الله تعالى عنهم-رووا هذه اللفظة عن سيدنا رسول الله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-منهم:
1-سعد بن أبي وقاص،
2-وابن مسعود،
3-وأبو سعيد الخدري،
4-وعبد الله بن عمر،
5-وعبد الله بن عمرو،
6-والفضل ابنا العباس بن عبد المطلب،
7-وجابر بن عبد الله،
8-وأبو هريرة،
9-وسمرة بن جندب،
10-وعدي بن حاتم،
11-وأبو حميد الساعدي،
13-وعقبة بن عامر،
14-والطفيل بن سخبرة،
15-وجرير بن عبد الله البجلي،
16-وأبو سفيان بن حرب،
17-وزيد بن أرقم،
18-وأبو بكرة،
19-وأنس بن مالك،
20-وزيد بن خالد،
21-وقرة بن دعموص،
22-والمسور بن مخرمة،
23-وجابر بن سمرة،
24-وعمرو بن ثعلبة،
25-ورزين بن أنس السلمي،
26-والأسود بن سريع،
27-وأبو شريح بن عمرو بن حزم،
28-وعبد الله بن عليم،
29-وعقبة بن مالك،
30-وأسماء بنت أبي بكر-رضي الله تعالى عنهم أجمعين).
وقال ابن عقيل في: (شرح ألفية ابن مالك) (4/52): (... فأنيبت "أما" مناب: مهما يك من شيء فصار أما فزيد منطلق ثم أخرت الفاء إلى الخبر فصار أما زيد فمنطلق، ولهذا قال: "وفا لتلو تلوها وجوباً ألفا"...).
وقد وردت آثار تدل على أن أول من تكلم بها هو داود-عليه الصلاة والسلام-منها ما:
1-رواه ابن حاتم في: (تفسيره) (10/3227/رقم:18339)، والطبراني في: (الأوائل) (رقم:40)، وعزاه الحافظ ابن حجر في: (الفتح) (2/520/521)، و(5/484)، والعيني الحنفي في: (عمدة القاري شرح صحيح البخاري) (6/319/320/10-كتاب الجمعة، 29-باب: من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد): (أما بعد) للطبراني فلا أدري أهو في أحد (المعاجم الثلاثة) أم لا؟.
ونسبه السيوطي في: (الدر المنثور) (7/155) للديلمي من طريق عبد العزيز بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن بلال بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى-رضي الله تعالى عنه-أنه قال: (أول من قال: أما بعد، داود-عليه الصلاة والسلام-وهو فصل الخطاب): (وهذا سند ضعيف جداً).
عبد العزيز بن أبي ثابت هو: (ابن عمران)-سبق القول فيه قريباً في هامش هذه الرسالة، وللزيادة أقول: (قال البخاري في: (كتاب الضعفاء الصغير-المطبوع: "المجموع في الضعفاء والمتروكين") (459/رقم:223): (منكر الحديث، لا يُكتب حديثه)، و(ضعفاء النسائي) (رقم:393)، وقال أبو حاتم: (ضعيف الحديث منكر الحديث جداً، وعبد الرحمن بن أبي الزناد متكلم فيه أيضاً).
2-وأخرج ابن جرير في: (تفسيره) (21/173)، وعبد بن حميد، والطبراني كما في: (الفتح) كتاب الجمعة باب: (من قال في الخطبة بعد الثناء "أما بعد")-عن الشعبي: (أما بعد، هي فصل الخطاب الذي أوتيه داود-عليه السلام-وسنده ضعيف جداً).
وفيه جابر بن نوح، قال ابن معين: (ليس بشيء).
وقال النسائي: (ليس بالقوي).
وقال أبو داود: (ما أنكر حديثه).
3-قال السيوطي في: (الدر المنثور) (7/155): (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الشعبي أنه سمع زياد بن أبي سفيان يقول: "فصل الخطاب الذي أوتيه داود-عليه السلام-"أما بعد").
ولفظه عند ابن أبي شيبة في: (المصنف) (7/232/رقم:22958) هكذا: (فصل الخطاب: أما بعد)، ثم قال: (حدثنا وكيع، عن زكرياء، عن الشعبي به...).
4-جاء في رواية أن سيدنا يعقوب-عليه السلام-كان يبدأ بها رسائله كما أخرج ابن أبي حاتم في: (تفسيره) أنه قال: (حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا أبو زهير، ثنا بعض أصحابنا عن أبي روق قال: لما احتبس يوسف أخاه بسبب السرقة قال: كتب إليه يعقوب، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله إلى يوسف عزيز فرعون، أما بعد: فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء الخ) (وإسناده ضعيف).
وقد أخرجه الواحدي في: (تفسيره الوسيط) كما في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في: (تفسير الكشاف) (2/177) للزيلعي، والسبكي في: (طبقات الشافعية) (2/142)، والبغوي في: (تفسيره) (4/271)، والقرطبي في: (الجامع لأحكام القرآن) (9/256)، والدارقطني في: (غرائب مالك) من حديث إسحاق بن وهب الجمحي الطهرمسي ثنا عبد الله بن وهب عن مالك، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-فذكر ذهاب ملك الموت إلى يعقوب-عليه السلام-وأنه سأله هل قبضت روح يوسف فقال: لا، وإنه لحي على الأرض، فأمر بنيه وبني بنيه أن يكتبوا: "بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل...أما بعد: فإنا أهل بيت موكل بنا أسباب البلاء...".
قال الدارقطني: (هذا حديث موضوع، وإسحاق بن وهب الطهرمسي يضع الحديث على ابن وهب وغيره، حدث عنه بهذا الإسناد أحاديث لا أصل لها).
وقال الحافظ ابن حجر في: (الفتح) (2/520): (رواه الدارقطني بسند واه في: "غرائب مالك").
5-ذكر القرطبي في: (الجامع لأحكام القرآن) (20/460) في سورة الجمعة: قال أبو سلمة: (أول من قال: "أما بعد" كعب بن لؤي)، لكن ذكره معلقاً عن أبي سلمة بلا إسناد.
قال الحافظ ابن حجر في: (الفتح) (2/520): (... أخرجه القاضي أبو أحمد الغساني من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بسند ضعيف).
ثم إن الحافظ ابن حجر رجح في: (الفتح) (2/520) أن أول من قال: (أما بعد)، هو داود-عليه الصلاة والسلام-وحاول أن يجمع بين هذه الأقوال السالفة الذكر قائلاً: (ويجمع بينه وبين غيره بأنه بالنسبة إلى الأولية المحضة، والبقية بالنسبة إلى العرب خاصة ثم يجمع بينها بالنسبة إلى القبائل).
ويكون جمعه هذا مسلَّماً له، لو صحت الأسانيد، لأنه لا يُصار إلى الجمع إلا بعد التحقق من صحة الأسانيد، وعليه فلا التفات للجمع الذي ذهب إليه الحافظ ابن حجر-والله أعلم-لأن أسانيدها لا تقوم لها قائمة، ولا تساوي بصلة، فهي خل وبقل.
وهناك أقوال أخرى جامدة لا إسناد لها اعرضنا عنها اختصاراً.
انظر للتوسع في معنى: (أما بعد): (فتح الباري) (2/520/521) للحافظ ابن حجر، و(فتح الباري) (5/484) للحافظ ابن رجب، و(مجموع الفتاوى) (25/318)، و(مصباح الزجاجة في شرح خطبة الحاجة) (ص:168/178) للأستاذ ربيع بن زكرياء.
هذا الخلاف كله قائم حول: (أول من قال: "أما بعد")، أما أول من قال: (أما قبل) فهو: (مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي الأديب، والشاعر الأريب) حيث قال ما معناه: (هم قالوا: "أما بعد"، وأنا أقول: "أما قبل").
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات:

إرسال تعليق