الاثنين، 3 نوفمبر 2014
2:33 م

درر حدّوشية: (إتحاف العُقُول: في محاسن المرأة العطبول) !!



جاء في: (ذاكرة سجين مكافح) لشيخنا العلاّمة المحدّث عمر الحدوشي -حفظه الله- ما نصه:
قرأت بزنزانتي الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان صبيحة يوم الجمعة 16 صفر 1428 هـ في كتاب: (طرائف ونوادر، من عيون التراث العربي) للأستاذ نايف معروف (2/105/106)-ونسبه إلى: (بهجة المجالس) (2/13) لابن عبد البر-ما لفظه: (قال بعض حكماء أهل الأدب، كمال حسن المرأة أن تكون أربعة أشياء منها شديدة البياض، وأربعة شديدة السواد، وأربعة شديد الحمرة، وأربعة أشياء مدورة، وأربعة واسعة، وأربعة ضيقة، وأربعة رقيقة، وأربعة عظيمة، وأربعة صغاراً، وأربعة طيبة طيبة الريح.
فأما الأربعة الشديدة البياض: فبياض اللون، وبياض العين، وبياض الأسنان، وبياض الظفر,
وأما الأربعة الشديدة السواد: فشعر الرأس، والحاجبين، والحدقة ، والأهداب .
وأما الشديدة الحمرة: فاللسان، والشفتان، والوجنتان، واللثة.
وأما المدورة: فالرأس، والعين، والساعد، والعرقوبان .
وأما الواسعة: فالجبهة، والعين، والصدر، والوركان.
وأما الضيقة: فالمنخران، والأذنان، والسرة، والفرج.
وأما الرقاق: فالحاجب، والأنف، والشفتان، والخصر.
وأما العظيمة: فالهامة ، والمنكبان، والأضلاع، والعجز.
وأما الصغار: فالأذنان، والفم، واليدان، والرجلان.
وأما الطيبة الريح: فالأنف، والفم، والإبط، والفرج).

قال شيخنا العلاّمة أبو الفضل عمر بن مسعود الحدّوشي: لما قرأت هذا النصّ قلت-مع نفسي-لما لا أحاول نظم هذه الأشياء وأصوغها في قصيدة تشحيذاً للقريحة الشعرية الناشئة، فقلت-تحت عنوان: (إتحاف العُقُول: في محاسن المرأة العطبول) :

سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْجَمَالَ وأَتْقَنَا * ولِسِحْرِهِ الأخَّاذِ شَدَّ الأعْيُنَا
في الطَّوْدِ في رَحْبِ السُّهُولِ وأَبْطُحٍ * في البحرِ في الصحراءِ في كلِّ الدُّنَا
في الطيرِ تَسْبَحُ في الْفَضَا أوْ: تَنْثَنِي * فوقَ الغُصُونِ غَدَتْ تُرَدِّدُ أَلْحُنَا
في نَسْلِ آدَمَ في أَجَلِّ جِبِلَّةٍ * تَدَعُ العقولَ بِلَبْسِهَا أن تَفْطِنَا
فانظُرْ إلى حُسْنِ النساءِ لِتُبْصِرَنْ * آياتِ إعجازٍ تُحَيِّرُ مَنْ رَنَا
فبياضُ لَوْنٍ يستبيكُ بَرِيقُهُ * مثل اللُّجَيْنِ يُرِيكَ منه الأَحْسَنَا
وبَيَاضُ ألحاظٍ كَسَيْفٍ مُشْهَرِ * في كَفِّ حامِلِهِ لِحَرْبٍ سُفِّنَا
نَاهِيكَ عَنْ أَسْنَانٍ بِيضٍ لُمَّعٍ * بَرَداً تَلأْلأُ، والرُّضَابُ به اعْتَنَى
أمَّا بَيَاضُ الظُّفْرِ وَاشَوقِي لَهُ! * زَانَ الأناملَ، جَلَّ مَنْ قَدْ زَيَّنَا
واذْكُرْ سَوَادَ الشَّعْرِ لَيْلاً قَدْ سَجَى * يَحْوِي صَبَاحاً تَحْتَهُ بَاهِي السَّنَا
والْحَاجِبَانِ بِبَابِهِ قامَا على * شَأنِ الْمَحَاجِرِ خَادِمَيْنِ تَسَوْدَنَا
هذا ولِلأَخْلاَقِ مَلْمَحُ ظُلْمَةٍ * والْهَدْبُ والأَشْفَارُ تَبْعَثُ أُنْسَنَا
ذاكَ اللِّسَانُ كَأُرجُوَانِ يَا لَهُ! * حُلْوُ الْحَدِيثِ إذَا تَكَلَّمَ بَيَّنَا
أَفْدِي شِفَاةً مثل عُنَّابٍ بَدَتْ * تَشْفِي بِمَوْرِدِهَا الْعَلِيلَ الْمُوهَنَا
وتَخَالُ تِلْكَ الوَجْنَتَيْنِ كَوَرْدَتَي * رَوْضٍ بِلاَ شَوْكٍ تَفَتَّحَتَا لَنَا
واللَّثَّةُ الْحَمْرَاءُ يُسْكِرُ رِيقُهَا * قَلْبَ الْمُحِبِّ فَيَسْتَرِيحُ من الضَّنَا
رأسٌ مُدَوَّرَةٌ وعَيْنٌ أُحْكِمَتْ * نَجْلاَءُ تَفْتِكُ بالفؤادِ إذْ دَنَا
للعرقبانِ وسَاعِدٌ بَضٌّ أَجِزْ * بالاِسْتِدَارَةِ حيثُ رَامَتْ وَصْلَنَا
أمَّا الْجَبِينُ فَكَاللَّوَاحِظِ وَاسِعٌ * والصَّدْر والوَرِكَانِ كَمْ تُغْرِي بِنَا
الضِّيقُ في الأُذُنيْنِ طَابَ وسُرَّةٍ * والْمُنْخَرَيْنِ، كذاك فرج حُصِّنَا
والأنفُ والشفتان والخَصْر اغتَنَتْ * والحاجبان بِرِقَّةٍ تُحيي الْمُنَى
ما أعظم الأضلاعَ والعَجُزَ الشَّهِي * والمنكبينِ وهامَةٍ ما أوزَنَا!
عُوجَا على الفم واليدينِ وأَرْجُلِ * والْمَسْمَعَيْنِ لِصِغْرِهِنَّ فَأَذْعِنَا
طَابَتْ رَوائِحُ فِيٍّ وَإِبْطٍ عَائِرٍ * والأنْفِ أَقْنَى ثم فرجٍ مَا زَنَى

كتبه المحبوس في سبيل عقيدته ودينه أبو رميصاء عمر بن مسعود بن عمر بن حدوش الحدوشي بزنزانته الانفرادية بالسجن المحلي بتطوان بتاريخ: 18 ربيع الأول 1428 هـ
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات:

إرسال تعليق